لطفاً قبل البدأ في قراءة المواضيع أرجوا قراءة موضوع البداية فدخولك للموقع و البدأ بالقراءة يعني قبولك الكامل بكل ما ذكر فيه

14‏/05‏/2011

الموضوع الثاني : اللحمية عند الأطفال (Adenoid)

بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية اعتذر عن الانقطاع لفترة طويلة عن المدونة .. بسبب عدم تواجد خدمة الإنترنت لدي في المنزل مؤقتاً.. فعذراً

 اللحمية الأنفية لدى الأطفال .. و التي غالباً ما تكون التوأم و المرافق شبة الدائم للتضخم اللوزتين .. و هي عبارة عن تضخم غير طبيعي في الغدة اللمفاوية المتواجده في التجويف الخلف أنفي أو ما يسمى بالبلعوم الأنفي ..

صورة تبين موقع النسيج اللمفاوي ( اللحمية

فعند الولادة تكون تلك الغدة غير موجودة ولكن تضخم الخلايا اللمفاوية في تلك المنطقة خلال السنة الأولى من العمر يكون تلك الغدة .. وهو ما تختلف درجته من شخص لأخر و بالتالي اختلاف الحالة و اعراضها ودرجة تأثيرها وقد تكون بسبب التهاب او وجود حساسية .. والجدير بالذكر أن ذلك النسبج اللمفاوي غالباً ما يضمحل أو ينتهي عند سن البلوغ. في الوضع الطبيعي يبلغ النسيج حجمه الأكبر في سن الخامسة و من ثم تبدأ بالضمور في سن السابعة ... اما عند عدم ضمورها.. او بروزها كمشكله بعد سن البلوغ ... يستعدي ذلك مراجعة طبيب الأذن و الأنف  و الحنجرة بأسرع وقت ممكن لتشخيصها لإزدياد احتمالية أن تكون ورم يجب استأصاله.
غالباً ما تكون أعراض تضخم اللحمية متواجده لدى الأطفال من سن 3 الى 10 سنوات ولكن هذا لا يعني عدم تواجدها فيمن هم أصغر من ذلك السن أو أكبر.  تكمن المشكلة في تضخم اللحمية في تأثيرها على نمو الطفل الجسماني و بالتالي التأثير على نموه من النواحي الأخرى المتعلقه كالنمو العقلي .. فغالباً ما يكون أهم عارض و دليل على تضخم اللحمية هو انسداد مجرى الأنف و ازدياد الإفرازات الأنفية .. كذلك الشخير اثناء النوم و تغير الصوت ( الصوت الأنفي ) ... وهذا كله يؤدي الى نقص كمية الأوكسجين الداخلة للجسم وزيادة الجهد المبذول لتعويض ذلك النقص.. و بالتالي يؤثر ذلك على القدرات العقلية و الجسمية للطفل .. نتيجة لذلك يلجأ الطفل الى التنفس عن طريق الفم لفترة طويلة .. و هي ما قد تتحول الى عادة مع الزمن!! وهو ما يجعل الطفل عرضة بشكل أكبرللتعرض لإلتهابات الحلق و الصدر و كذلك حدوث العديد من التغيرات التشريحية ( الجسمانية ) مثل حدوث تشوه في ترتيب الأسنان و شكل الفك .. ما يجعل الطبيب في بعض الأحيان يتعرف على المريض مباشرة دون السؤال عنه... وهو ما يسمى في الطب (Adenoid facies)


صورة تبين شكل المريض الذي يعاني من تضخم اللحمية لفترة طويلة
صورة أخرى أيضاً  تبين تشوه الأسنان

 من الأعراض الأخرى المصاحبة أيضاً للحمية عند الأطفال التهابات الأذن الوسطى .. فبسبب تضخم االنسيج في التجويف الأنفي تنسد القنوات الواصلة بين الأذن الوسطى و الحلق و هي القنوات المسؤولة عن التهوية و التصريف للسوائل في الأذن الوسطى (قناة أستاكيوس) مما يؤدي الى تجمع السوائل في الأذن وبالتالي حدوث الإلتهاب. ايضاً من الممكن حدوث التهابات الصدر و الجيوب بسبب زيادة الإفرازات الأنفية و فقدان وظيفة تكييف الهواء الداخل للجسم بواسطة الأنف.

صورة تبين القناة الواصلة بين الأذن الوسطى و البلعوم
كيف يتم تشخيص الحالة ؟
غالباً ما يكون تشخيص الحالة بالمنظار في حال كون الطفل متعاون أثناء الفحص .. أو يكون الفحص تحت تأثير علاج منوم في 
الأطفال الصغار او الغير متعاونين ..أيضاً يتم فحص الأذنين بواسطة المنظار المخصص لذلك للتأكد من عدم و جود سوائل خلف الطبلة و غالباً ما يتمم ذلك بقياس ضغط الأذن و صورة أشعة سينية للتجويف الأنفي .

تم تشخيص ابني بتضخم اللحمية .. ما التالي ؟
اذا قرر الطبيب اجراء العملية لوحدها - اقصد هنا استئصال اللحمية دون غيرها - يرسل المريض الى عيادة التخدير لتأكد من ملائمته للخضوع للتخدير الكامل ..  ومن ثم تقرير اجرائها. وكما قلت في التدوينة السابقة التحضير النفسي للمريض هو نصف العلاج. لا تنسى أن تسأل الطبيب عن كل ما يدور بخلدك من أسئلة و استفسارات أو مخاوف .. و تأكد دوماً بأن طبيبك يسعد باجابتك.
في غالب الأحيان تكون عملية الاستئصال مصاحبة لعمليات أخرى .. كتهوية الطبلات ( الأذنين ) او استئصال اللوزتين و في كل الحالات الطريقة و الاجراء واحد.
الجدير بالذكر العملية غالباً تكون عملية يوم واحد وهي من العمليات السهلة التي لا تستغرق وقت طويل في اجرائها. و غالباً لا يصاحبها ألم بعد  اجراء العملية
من المهم أن تجنب ابنك تناول اي ادوية تحتوي على الإسبرين لمدة 10 ايام قبل العملية لازدياد احتمالية النزيف. ايضاً من المهم ان تمنع طفلك من تناول الطعام قبل 6 ساعات من اجراء العملية و ذلك يشمل أيضاً تناول الحلويات !! من الممكن أن يشرب الطفل بعض الماء - ولكن ابتعد عن الحليب !! - قبل ساعتين من اجراء العملية (في حال موافقة طبيب التخدير ) وذلك لكونها قد تسبب مضاعفات للطفل اثناء التخدير.
في حال كون طفلك يعاني من حمى او ارتفاع في درجة الحرارة .. بادر بالذهاب الى الطبيب لاتخاذ الاجراء المناسب .. اما في حالة كون ذلك يحصل في ليلة العملية .. لا تترك موعدك !! بل اذهب الى الطبيب و هو من سيقرر اذا كان بالامكان اجراء العملية ام لا ؟!!

كيفية اجراء العملية ؟
من خلال ممارستي الطبية وجدت أن الإعتقاد السائد عند الأهل هو ان اجراء العملية يتم عن طريق الأنف !!! وهذا الاعتقاد فيه جزء بسيط من الصحة !! فالعملية تجرى كما اسلفت تحت التخدير الكامل و لكن من خلال الفم !! فمن خلال فتح الفم بواسطة الأداة الخاصة يتم الكشف عن تضخم النسيج بواسطة مرآة خاصة تبين التجويف الأنفي من البلعوم. بعدها يتم اجراء ازالة النسيج بحذر بواسطة سكين خاصة. يتم التأكد من ازالة كامل النسيج بواسطة المرآة مرة أخرى و في حالة تواجد نسيج يتم استعمال مقاسات اصغر من تلك السكين.. في حالة بقاء جزء من النسيج بالقرب من فتحات الأنف السفلية و عدم تمكن الجراح من ازالتها عن طريق الفم!! تتم ازالة ما تبقى من النسيج المتضخم بواسطة الأنف!! من ثم يتم التحكم في النزيف و اتمام اجراءات ايقافه .. بواسطة الضغط بالنسيج القطني الطبي ( الشاش ) او بواسطة الكي الكهربائي. - باماكنك عزيزي القارئ العودة الى التدوينة السابقة و مشاهدة العملية في الفيديو الأول -

اداة ازالة اللحمية


ما المضاعفات المحتملة من اجراء العملية ؟
1- النزيف : وهو نادر لكن يبقى هو أخطر المضاعفات . ففي حال تقيؤ طفلك دم او سوائل حمراء سارع الى قسم الطوارئ لتجنب ما هو أخطر لا قدر الله .. و في حالة الأطفال الصغار يجب متابعتهم بشكل جيد .. فعند ملاحظة البلع المستمر عن الطفل يجب الكشف عن فمه و التأكد من عدم وجود نزيف او بقع دم !!
2- الإلتهابات : غالباً ما يعطى الطفل مضاداً حيوياً بعد العملية لتتم حمايته -بعد الله - من اي التهابات متوقعة .. ولكن التهاب الجروح مضاعفة متوقعة بعد اجراء اي عملية كانت .. فيجب متابعتها و الاهتمام بها.
3- الغنة ( الصوت الأنفي ) : لأن اجراء العملية يتم في التجويف الأنفي .. قد ينتج عن ذلك تغير في صوت الطفل .. هذا التغير في الغالب يتحسن مع الوقت ولكن في بعض الحالات يبقى الحال كما هو عليه !!
4- صعوبة البلع : صعوبة البلع في الغالب لا تكون نتيجة العملية .. ولكن قد تكون بسبب التنبيب المجرى أثناء عملية التخدير.. وغالباً لا تستغرق أكثر من 4 الى 6 ايام .. في حالة حدوث ذلك.
5- انتكاسة اللحمية ( عودتها ) : من المضاعفات المشهورة عودة النسيج الى التضخم مرة أخرى .. وذلك قد يكون لعدة اسباب منها عدم ازالة النسيج بشكل كامل .. او عدم انتفاء سبب التضخم !!
بقي أن اقول أن كل ما ذكر بالأعلى هو مضاعفات محتملة ... و ذلك لا يعني حتمية حدوثها ... وفي الغالب عملية الإزالة تعتبر من العملية السهلة و في نفس الوقت آمنة..


اتمنى أن أكون وفقت في شرح الموضوع بشكل جيد ..و تمنياتي لكم و لأطفالكم بالصحة الوفيرة و الدائمة