لطفاً قبل البدأ في قراءة المواضيع أرجوا قراءة موضوع البداية فدخولك للموقع و البدأ بالقراءة يعني قبولك الكامل بكل ما ذكر فيه

14‏/05‏/2011

الموضوع الثاني : اللحمية عند الأطفال (Adenoid)

بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية اعتذر عن الانقطاع لفترة طويلة عن المدونة .. بسبب عدم تواجد خدمة الإنترنت لدي في المنزل مؤقتاً.. فعذراً

 اللحمية الأنفية لدى الأطفال .. و التي غالباً ما تكون التوأم و المرافق شبة الدائم للتضخم اللوزتين .. و هي عبارة عن تضخم غير طبيعي في الغدة اللمفاوية المتواجده في التجويف الخلف أنفي أو ما يسمى بالبلعوم الأنفي ..

صورة تبين موقع النسيج اللمفاوي ( اللحمية

فعند الولادة تكون تلك الغدة غير موجودة ولكن تضخم الخلايا اللمفاوية في تلك المنطقة خلال السنة الأولى من العمر يكون تلك الغدة .. وهو ما تختلف درجته من شخص لأخر و بالتالي اختلاف الحالة و اعراضها ودرجة تأثيرها وقد تكون بسبب التهاب او وجود حساسية .. والجدير بالذكر أن ذلك النسبج اللمفاوي غالباً ما يضمحل أو ينتهي عند سن البلوغ. في الوضع الطبيعي يبلغ النسيج حجمه الأكبر في سن الخامسة و من ثم تبدأ بالضمور في سن السابعة ... اما عند عدم ضمورها.. او بروزها كمشكله بعد سن البلوغ ... يستعدي ذلك مراجعة طبيب الأذن و الأنف  و الحنجرة بأسرع وقت ممكن لتشخيصها لإزدياد احتمالية أن تكون ورم يجب استأصاله.
غالباً ما تكون أعراض تضخم اللحمية متواجده لدى الأطفال من سن 3 الى 10 سنوات ولكن هذا لا يعني عدم تواجدها فيمن هم أصغر من ذلك السن أو أكبر.  تكمن المشكلة في تضخم اللحمية في تأثيرها على نمو الطفل الجسماني و بالتالي التأثير على نموه من النواحي الأخرى المتعلقه كالنمو العقلي .. فغالباً ما يكون أهم عارض و دليل على تضخم اللحمية هو انسداد مجرى الأنف و ازدياد الإفرازات الأنفية .. كذلك الشخير اثناء النوم و تغير الصوت ( الصوت الأنفي ) ... وهذا كله يؤدي الى نقص كمية الأوكسجين الداخلة للجسم وزيادة الجهد المبذول لتعويض ذلك النقص.. و بالتالي يؤثر ذلك على القدرات العقلية و الجسمية للطفل .. نتيجة لذلك يلجأ الطفل الى التنفس عن طريق الفم لفترة طويلة .. و هي ما قد تتحول الى عادة مع الزمن!! وهو ما يجعل الطفل عرضة بشكل أكبرللتعرض لإلتهابات الحلق و الصدر و كذلك حدوث العديد من التغيرات التشريحية ( الجسمانية ) مثل حدوث تشوه في ترتيب الأسنان و شكل الفك .. ما يجعل الطبيب في بعض الأحيان يتعرف على المريض مباشرة دون السؤال عنه... وهو ما يسمى في الطب (Adenoid facies)


صورة تبين شكل المريض الذي يعاني من تضخم اللحمية لفترة طويلة
صورة أخرى أيضاً  تبين تشوه الأسنان

 من الأعراض الأخرى المصاحبة أيضاً للحمية عند الأطفال التهابات الأذن الوسطى .. فبسبب تضخم االنسيج في التجويف الأنفي تنسد القنوات الواصلة بين الأذن الوسطى و الحلق و هي القنوات المسؤولة عن التهوية و التصريف للسوائل في الأذن الوسطى (قناة أستاكيوس) مما يؤدي الى تجمع السوائل في الأذن وبالتالي حدوث الإلتهاب. ايضاً من الممكن حدوث التهابات الصدر و الجيوب بسبب زيادة الإفرازات الأنفية و فقدان وظيفة تكييف الهواء الداخل للجسم بواسطة الأنف.

صورة تبين القناة الواصلة بين الأذن الوسطى و البلعوم
كيف يتم تشخيص الحالة ؟
غالباً ما يكون تشخيص الحالة بالمنظار في حال كون الطفل متعاون أثناء الفحص .. أو يكون الفحص تحت تأثير علاج منوم في 
الأطفال الصغار او الغير متعاونين ..أيضاً يتم فحص الأذنين بواسطة المنظار المخصص لذلك للتأكد من عدم و جود سوائل خلف الطبلة و غالباً ما يتمم ذلك بقياس ضغط الأذن و صورة أشعة سينية للتجويف الأنفي .

تم تشخيص ابني بتضخم اللحمية .. ما التالي ؟
اذا قرر الطبيب اجراء العملية لوحدها - اقصد هنا استئصال اللحمية دون غيرها - يرسل المريض الى عيادة التخدير لتأكد من ملائمته للخضوع للتخدير الكامل ..  ومن ثم تقرير اجرائها. وكما قلت في التدوينة السابقة التحضير النفسي للمريض هو نصف العلاج. لا تنسى أن تسأل الطبيب عن كل ما يدور بخلدك من أسئلة و استفسارات أو مخاوف .. و تأكد دوماً بأن طبيبك يسعد باجابتك.
في غالب الأحيان تكون عملية الاستئصال مصاحبة لعمليات أخرى .. كتهوية الطبلات ( الأذنين ) او استئصال اللوزتين و في كل الحالات الطريقة و الاجراء واحد.
الجدير بالذكر العملية غالباً تكون عملية يوم واحد وهي من العمليات السهلة التي لا تستغرق وقت طويل في اجرائها. و غالباً لا يصاحبها ألم بعد  اجراء العملية
من المهم أن تجنب ابنك تناول اي ادوية تحتوي على الإسبرين لمدة 10 ايام قبل العملية لازدياد احتمالية النزيف. ايضاً من المهم ان تمنع طفلك من تناول الطعام قبل 6 ساعات من اجراء العملية و ذلك يشمل أيضاً تناول الحلويات !! من الممكن أن يشرب الطفل بعض الماء - ولكن ابتعد عن الحليب !! - قبل ساعتين من اجراء العملية (في حال موافقة طبيب التخدير ) وذلك لكونها قد تسبب مضاعفات للطفل اثناء التخدير.
في حال كون طفلك يعاني من حمى او ارتفاع في درجة الحرارة .. بادر بالذهاب الى الطبيب لاتخاذ الاجراء المناسب .. اما في حالة كون ذلك يحصل في ليلة العملية .. لا تترك موعدك !! بل اذهب الى الطبيب و هو من سيقرر اذا كان بالامكان اجراء العملية ام لا ؟!!

كيفية اجراء العملية ؟
من خلال ممارستي الطبية وجدت أن الإعتقاد السائد عند الأهل هو ان اجراء العملية يتم عن طريق الأنف !!! وهذا الاعتقاد فيه جزء بسيط من الصحة !! فالعملية تجرى كما اسلفت تحت التخدير الكامل و لكن من خلال الفم !! فمن خلال فتح الفم بواسطة الأداة الخاصة يتم الكشف عن تضخم النسيج بواسطة مرآة خاصة تبين التجويف الأنفي من البلعوم. بعدها يتم اجراء ازالة النسيج بحذر بواسطة سكين خاصة. يتم التأكد من ازالة كامل النسيج بواسطة المرآة مرة أخرى و في حالة تواجد نسيج يتم استعمال مقاسات اصغر من تلك السكين.. في حالة بقاء جزء من النسيج بالقرب من فتحات الأنف السفلية و عدم تمكن الجراح من ازالتها عن طريق الفم!! تتم ازالة ما تبقى من النسيج المتضخم بواسطة الأنف!! من ثم يتم التحكم في النزيف و اتمام اجراءات ايقافه .. بواسطة الضغط بالنسيج القطني الطبي ( الشاش ) او بواسطة الكي الكهربائي. - باماكنك عزيزي القارئ العودة الى التدوينة السابقة و مشاهدة العملية في الفيديو الأول -

اداة ازالة اللحمية


ما المضاعفات المحتملة من اجراء العملية ؟
1- النزيف : وهو نادر لكن يبقى هو أخطر المضاعفات . ففي حال تقيؤ طفلك دم او سوائل حمراء سارع الى قسم الطوارئ لتجنب ما هو أخطر لا قدر الله .. و في حالة الأطفال الصغار يجب متابعتهم بشكل جيد .. فعند ملاحظة البلع المستمر عن الطفل يجب الكشف عن فمه و التأكد من عدم وجود نزيف او بقع دم !!
2- الإلتهابات : غالباً ما يعطى الطفل مضاداً حيوياً بعد العملية لتتم حمايته -بعد الله - من اي التهابات متوقعة .. ولكن التهاب الجروح مضاعفة متوقعة بعد اجراء اي عملية كانت .. فيجب متابعتها و الاهتمام بها.
3- الغنة ( الصوت الأنفي ) : لأن اجراء العملية يتم في التجويف الأنفي .. قد ينتج عن ذلك تغير في صوت الطفل .. هذا التغير في الغالب يتحسن مع الوقت ولكن في بعض الحالات يبقى الحال كما هو عليه !!
4- صعوبة البلع : صعوبة البلع في الغالب لا تكون نتيجة العملية .. ولكن قد تكون بسبب التنبيب المجرى أثناء عملية التخدير.. وغالباً لا تستغرق أكثر من 4 الى 6 ايام .. في حالة حدوث ذلك.
5- انتكاسة اللحمية ( عودتها ) : من المضاعفات المشهورة عودة النسيج الى التضخم مرة أخرى .. وذلك قد يكون لعدة اسباب منها عدم ازالة النسيج بشكل كامل .. او عدم انتفاء سبب التضخم !!
بقي أن اقول أن كل ما ذكر بالأعلى هو مضاعفات محتملة ... و ذلك لا يعني حتمية حدوثها ... وفي الغالب عملية الإزالة تعتبر من العملية السهلة و في نفس الوقت آمنة..


اتمنى أن أكون وفقت في شرح الموضوع بشكل جيد ..و تمنياتي لكم و لأطفالكم بالصحة الوفيرة و الدائمة

20‏/03‏/2011

ازالة اللوزتين - فيديو العمليات -

كما وعدتكم أحبائي بوضع فيديو يبين طريقة اجراء عملية استئصال اللوزتين في هذه المقالة ستجدون مقاطع الفيديو كما اني اعيد التنبية

-------
المشاهد القادمة لاننصح بها للأطفال و مرضى القلب و مرهفي الحس ... فهي تحوي على مناظر دماء أثناء اجراء العملية ..لذا وجب التنبية
-------



طريقة الكحت : وفي بداية العملية تظهر عملية ازالة اللحمية من التجويف الحلقي الأنفي

فيديو آخر يبين ازلة العملية بطريقة الكوبليشن


تمنياتي لكم بوافر  الصحة و السلامة

الموضوع الأشهر .. اللوزتين

بسم الله الرحمن الرحيم
لربما كما ذكر اسم طبيب الأذن و الأنف والحنجرة تجلى في بال السامع أو القارئ الكريم عملية ازالة اللوزتين .. ولربما هي من أكثر العمليات   شيوعاً في هذا المجال اذا أضفنا لها عملية ازالة اللحمية  عند الأطفال والتي في الغالب يكون الحديث عنهما سوية  .. لكن في هذا المقال سأتطرق الى اللوزتين فقط  وستكون اللحمية في موضوع آخر مستقل .
ماهي اللوزتين ؟!!
اللوزتان هما حزمات صغيرة من نوع معين من النسيج اللمفاوي . يوجد عدة أزواج من تلك الأنسجة المنتشرة بالحلق لعل أكبرها و أهمها بالنسبة لنا الموجود بقرب الحنك أعلى اللسان ( او ما تدعى باللوز الحلقية ) و الأخر خلف اللسان مباشرة ( اللوز اللسانية ) ما يزال هو اللوز الحنكية و هي الأكبر.  وبسبب موقعها في الحلق فهي خط الدماغ الأول ضد العدوى التي تدخل عبر الأنف والفم .


يختلف حجم اللوزتين من شخص لآخر و أيضاً من سن الى آخر .. فهي في الغالب تكون أكبر من الطبيعي عند الأطفال من سن سنتين الى سن 6 سنوات و تبدأ بالضمور التدريجي مع التقدم بالسن.

التهاب اللوزتين !!  
كما ذكرنا فاللوزتين هي خط الدفاع الأول للحلق .. وهذا يعني أنها الأكثر عرضة للإصابة ، فإذا ما هجم ميكروب عن طريق الفم أو الأنف ، فإن هذا الخط الدفاعي يتصدى له ، وتدور رحى معركة ضارية ، لا تهدأ حتى يتم تحطيم ذلك الميكروب ، ومن الطبيعي أن تكبر هذه العقد اللمفاوية ، وهو دليل صحة لا مرض ، لأنه يعني فعالية تلك العقد ونشاطها في الدفاع عن الجسم ، والحفاظ على صحته …

ولكن قد يحدث أن تكون الميكروبات المهاجمة من القوة والشراسة بحيث تتغلب على هذه الوسائط الدفاعية وتعطبها ، فتصبح هذه العقد عبأً على الجسم ، بدلاً من أن تكون عوناً له ، وهنا يصير من المناسب رفعها لتخليص الجسم من ضررها … ولكن يبقى السؤال المهم ، وهو : متى نستأصل هاتين اللوزتين .!؟
ليس كل التهاب في اللوزتين يستدعي إجراء عملية لإزالتهما ، فهناك أسباب علمية مدونة في المراجع الطبية المتخصصة اذكر منها :
أولاً : الاتهاب البكتيري المزمن .. واعني به الالتهاب الذي يستدعي استعمال المضادات الحيوية أكثر من ست مرات في السنة على أن يكون التشخيص من قبل الأطباء حتى لا يختلط التهاب الحلق او البلعوم مع التهاب اللوزتين على المريض. بالإضافة الى شدة الأعراض المصاحبة لتكرار التهاب اللوزتين مثل وجود انسداد في الأنف أو التهاب في الجيوب أو اللثة أو الأسنان.
ثانياً : في حالة تضحم اللوزتين بشكل مزعج للمريض مما يسبب له انسداد في مجرى الهواء أو صعوبة في بلع الطعام ... أو شخير بالإضافة الى تقطع النوم ( ما يسمى باختناق النوم ) ففي هذه الحالة يتم ازالة اللوزتين .. من باب ازالة السبب.

تضخم حاد بالوزتين .. يصيب الأطفال أكثر من البالغين

ثالثاً : عند اصابة المريض بخراج في اللوزتين يتم في الغالب علاج الخراج في البداية و من ثم يعطى المريض موعداً لإجراء العملية بعد 6 أسابيع .. للإحتمالية عودة الإصابة مرة أخرى.
رابعاً : اذا اكن المريض يعاني من امراض عضوية مزمنة و كانت رؤية طبيبة المعالج أن من الأمن ازالتها كما في حالات الفشل الكلوي او ما بعد زراعة الكلى .. و كذا عند ارتفاع احتمالية اصابة المريض بحمى القلب الروماتيزمي.
خامساً : عندما يتوقع الطبيب وجود احتمالية ورم سرطاني في اللوزة ( غالباً تكون بجهه واحده ) او عند وجود ورم غير معروف المصدر في الرأس !!
و دوماً يبقى قرار الطبيب مبني على أسس و وقواعد متفق عليها طبياً و معروفة .. لكن تختلف من مدرسة لأخرى .. و هذا هو سبب تباين آراء الأطباء دوماً.

 ؟!!ما قبل إجراء العملية 
بعد أن يقرر الطبيب إجراء العملية هناك فحوصات و تحاليل سيقوم باجرائها قبل ذلك .. وغالباً ما تكون بالسؤال عن التاريخ المرضي لعائلة المريض و الأمراض المزمنه معه و الأدوية المستخدمة ( من المهم اخبار الطبيب عن الأدوية المسيلة للدم كالأسبرين و بالأخص اذا تم تناولها قبل 10 أيام من إجراء العملية).. بالإضافة الى بعض التحاليل الخاصة بسيولة الدم ومن ثم  يبدأ التحضير لإجراء العملية بشرح طريقة اجرائها و تبيان الأعراض و المخاطر المتوقعه على المريض بعد اجرائها.
فاذا كان المريض طفلاً كان ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻫﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻗﺸﻮﺍ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻭﺻﺮﺍﺣﺔ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻋﻦ العملية ﻭﺃﻥ يمنح ﺷﻌﻮﺭﺍ ﺑﺎﻷﻣـﺎﻥ                       
ﻭﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻭﺃﻥ ﻳﻘﻨﻌﻮﻩ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀ ﺳﻴﺠﻌﻞ ﺻﺤﺘﻪ ﺃفضل ﻭﺃﻥ ﻳﻮﺿﺤﻮﺍ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺸﻌﺮ بألم بسيط بعد العملية ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻌﺪﺓ ﺃﻳﺎﻡ ﻓﻘﻂ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ سيزيل جزأ من جسمه ليس ذو أهمية كبرى و يمكن تعويض وظيفتها .. ولو كان هناك من أجرى العملية من نفس سن الطفل كان من الأفضل جمعهم للحديث سوية . وقد وجدت أن افضل ما يحفز الطفل على الهدوء وعده بكمية من الآيسكريم بعد العملية موزعه على دفعات !!
بعد الإستعداد النفسي يفضل أن يحضر المريض الى المستشفى حاملاً مستلزماته الشخصية الصحية من فرشاة أستان و معجون و منشفة و غيرها ..  في غالب الأمر هذه العملية تجرى كعملية نهارية او ما يسمى بـ ( عملية اليوم الواحد ) لأن المريض في غالب الأمر يخرج في نفس اليوم اذا لم يكن هناك عارض صحي يمنع ذلك. في غالب الأمر يلتقي المريض بطبيب التخدير قبل فترة من اجراء العملية وسيحصل على بعض الإرشادات منه و التي من ضمنها الصيام عن الأكل مدة تقارب 10 ساعات قبل العملية و تقريباً ساعتين الى 3 ساعات عن الشرب.

عملية الإزالة و طرقها ؟!!
عملية ازالة اللوزتين من أقدم العمليات بل يذكر أن أول عملية اجريت كان قبل أكثر من 3000 سنة !! وهي باختصار ازالة اللوزتين من جانبي الحلق وايقاف النزيف الحاصل من عملية الإزالة.  لربما من المفيد الحديث عن مضاعفات العملية الطبية  المتوقع حدوثها ... ولعل أشهرها و أخطرها هو النزيف أثناء العملية و بعدها فالنسبة الطبية المعروفة للنزيف تصل الى 2-3% من مجمل العمليات وهذا الرقم في الطب يعتبر عالي !! كما أن معدل الوفيات الناجمة من اجراء العملية تصل الى حالة وفاة لكل 15 ألف مريض تجرى لها العملية ( حمنا الله و اياكم ) لكن من رحمة الله - سبحانه و تعالى - و فضله أن يسر لنا العلم و سخر لنا الآلة التي حدت من تلك الخطورة كثيراً.. فتعددت الطرق و تشكلت المدارس المختلفة .. بعد أن كانت تزال اللوزتان باليد مباشرة !! أو بالمقصلة الصغيرة دون تخدير .. أصبحت الطرق أكثر تحضراً و صحةً و أقل خطورة لكن مازالت الخطورة موجودة !! والإزالة تتم تحت التخدير الكامل .
لعل أشهر الطرق .. وهي ما يستعمل بكثرة في المملكة و في العالم طريقة الكحت  و هي ازالة اللوزتين بفصلهما عن مكانهما مع الكبسولة المحيطة بواسطة سكين خاصة و من ثم فصل الجزء السفلي منها بأدالة خاصة و في بعض الأحيان ربط الجزء السفلي من اللوزة  لمنع النزيف !! أيضاً هناك طرق أخرى باستعمال المقص الجراحي أو آداة الكي أو بالمقص الكهربائي - غالباً بألمانيا - الذي يقص و يكوي مكان النزيف في الوقت نفسه. بعد الازالة يتم التحكم بنقاط النزيف في
الغالب بالكي الكهربائي .. و في حالة عدم التمكن من ذلك يكون بخياطة مكان النزيف بشكل محكم.

صورة تمثيلية لعملية ازالة اللوزتين

بعض الأدوات المستخدمة في عملية اللوزتين 


هناك حالياً طرق أخرى أيضاً منها الإزالة بالليزر .. وهي بنفس فكرة المقص الكهربائي لكن يتم استعمالها على نطاق ضيق و في الغالب في الأوارم السرطانية باللوزتين .. أيضاً الإزالة بواسطة جهاز خاص يدعى - الكوبليشن - يعمل بفكرة مقاربة لأداة الكي ولكن بخطورة أقل و بتقنية الذبذبات الصوتية .. أيضاً يمكن استعمال الموجات الصوتية في الإزالة لكنها ايضاً تستعمل على نطاق ضيق  و ذللك للاحتياطات الكبيرة و التجهيزات الخاصة لغرف العمليات التي تتطلبها تلك الطريقة.

صورة لعملية إزالة اللوزتين بطريقة الكوبليشن

من الطرق أيضاً ازالة جزء من اللوزتين وليس كاملها !! وهذي الطريقة منتشرة غالباً في أوروبا للأطفال الذين يعانون من تضخم اللوزتين دون وجود التهاب مزمن في اللوزتين - وهدف متبعي هذه المدرسة حفظ جزء من وظيفة االوزتين و الاحتفاظ بها لأطول وقت ممكن -
و مازالت هناك العديد من الطرق التي مازالت قيد التجارب و البحث
اللوزتين بعد استئصالهما

------
احتراماً لمشاعر القراء الكرام سأعرض فيديو لعملية ازالة اللوزتين و اللحمية في تدوينه منفصلة لإحتوائها على مشاهد قد لاتناسب صغار السن و من لا يتحمل مناظر الدم -
------
ما بعد العملية ؟!!
بعد العملية يسمح للمريض بالأكل والشرب بعد ساعتين على أن يكون الأكل غير ساخن وسهل البلع.  فالمريضعادة  يشعر بعد العملية بصعوبة في البلع قد تمتد الى 10 أيام وغالباً ما يكون الألم في أعلاه في اليوم الخامس و السادس خاصة عند البالغين، أما الأطفال عادة يتحسنون بشكل أسرع. 
أما نزيف فقد يحصل في الساعات الأولى بعد العملية أو بعد مرور اسبوعان من العملية والذي يكون عادة نتيجة التهاب مكان العملية. وقد بينة الدراسات أن احتمالية النزيف قد تزيد في اليوم الثامن من العملية !! في بعض الحالات عندما يكون تضخم اللوز شديدا يحدث تغيير في نبرة الصوت بعد العملية وعادة يكون التغير للأحسن. و قد تكون بحة في الصوت يعود بعدها الصوت تدريجياً لوضعة الطبيعي قبل العملية . قد يكون المريض في حالة نعاس او يصاب بغثيان في الساعات التي تلي العملية نتيجة للتخدير وعادة ما تختفي هذه الأعراض حتى بدون علاج .
يحصل المريض على راحة مرضية بعد العملية يمكنه فيها ممارسة النشاط الجسدي الخفيف مع تجنب التمارين والعمل الجسدي العنيف لمدة  14 يوم ، ويسمح له بالحمام البارد - أو الدافئ لكن ليس الساخن -والسباحة الخفيفة.. أما بالنسبة للأكل فمن المستحسن في الأيام الأولى بعد العملية تناول المأكولات السهلة للبلع وألا تكون ساخنة، ولا مانع من تناول أيس كريم والعصيرات غير الأسيدية، كما أن استعمال اللبان (العلكة) مسموح. يحصل المريض عادة على مضاد حيوي لمدة أسبوع بعد العملية في حالة توقع حصول التهاب مع مسكن للألم. قد يشتكي المريض من ألم في الأذن وهذا الألم يكون في الغالب طبيعي وهو ألم ينتج بسبب التشابك العصبي في المنطقة ولكن لا يعني بالضرورة التهاب في المنطقة. كما ذكرت في السابق في الغالب يخرج المريض في نفس اليوم  و في بعض الحالات يخرج المريض في اليوم التالي للعملية. 
في الغالب في مكان العملية تتكون مادة بيضاء مائلة للصفرة مع وجود نقط سوداء - أماكن الكي - بالإضافة الى وجود رائحة كريهة تصدر عن الفم لمدة 12- 14 يوما كما أن اللهاة قد تكون متورمه قليلاً لعدة أيام، وهذا كله طبيعي بعد العملية، ويعود اللون الطبيعي تدريجياً للمكان مع التئام الجرح.

صورة تبين لون النسيج المتكون بعد العملية
متى أعود للمستشفى ؟

في حالة النزيف ، وقد يكون نزيفاً حاداً اللون الأحمر أو أن المريض قد يقوم ببلع الدم، ومن ثم يتقيأ الدم على شكل مادة حمراء وفي كلتا الحالتين يجب إيقاف النزف. لذا يجب ملاحظة الأطفال فعند ملاحظة تكرر البلع بشكل متواصل قد يكون ذلك أحد عوارض النزيف. أيضاً في حال وجود نزيف أحمر اللون يتجاوز ربع كوب ففي هذه الحالة يتم غسل الحلق بماء مثلج والمسارعة الى اقرب مستشفى و ان كان النزف أخف فالأفضل مراجعة المكان الذي تم اجراء العملية فيه ، في حال عدم القدرة على الأكل أو الشرب مما يسبب جفافا في الجسم ونقصا في التبول، أو في حال استمرار الحرارة المرتفعة لأكثر من يومين. عادة ما يراجع المريض الطبيب بعد أسبوع من خروجه من العملية، ثم بعد 4 أسابيع للإطمئنان على وضعه الصحي. 

اتمنى أن أكون وفقت في شرح الموضوع بشكل جيد .. و تمنياتي لكم بدوام الصحة و العافية

17‏/03‏/2011

البداية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي سخر لنا من التقنية ما يعيننا و علمنا و بين لنا ما يفيدنا ... سبحانه الذي أرانا الحق وأمرنا باتباعه و أرانا الباطل و أرشدنا لاجتنابه ..  و الصلاة و السلام على رسوله الكريم الأمين محمد بن عبدالله الذي بين لنا أن خيرنا هو خيرنا لأهله و من حوله .. أمرنا أن نطلب العلم وأن نستزيد منه ... و أن نفيد بعلمنا من احتاجه .. نهانا عن كتمانه .. وعظم لنا أجر بيانه .. فالحمد لله
نشأت فكرة انشاء هذه المدونة كامتداد لفكرة كانت تراودني لوقت طويل .. ورأيت أني تأخرت جداً في تنفيذها و هي انشاء موقع متكامل - و الذي ما أن ابدأ في انشائه الا وأجد عائقاً أمامي له  - فاستعنت بالله و ابتدأتها مدونه استفيد منها و افيد .. انشر فيها بعض المعلومات التي اطلع عليها و انقلها او اقوم بترجمتها .. واعرض فيها ما يعرض لي من غالب الأسئلة في مجالي دون التعرض لخصوصيات مرضاي .. أعرض فيها بعض العمليات التي تجرى في مجال تخصصي - والتي بالطبع لن تكون صالحة لمرهفي القلوب أو ممن يتأثرون بمناظر الدماء- ولكن  الهدف هو التعريف و المساعدة بالاضافة الى بعض النصائح و الإرشادات لما قبل و بعد العمليات .. ان ما يعرض في هذي المدونة لا يعني بالضرورة  صحتها أو ملائمتها للجميع .. فكل حالة تختلف عن الأخرى .. فهي مجرد رؤوس أقلام .. و الا فاستشارة الطبيب ضرورة لابد منها.
ختاماً .. أود أن أهدي هذا العمل لوالدي الكريم و والدتي الغالية اللذان لم يبخلا علي بدعائهما و دعمهما المادي و المعنوي ، وكذا لزوجتي الحبيبة و أبنائي الأعزاء لدعمهم لي و صبرهم على مشاغلي و مشاق عملي ... الشكر لكم أعزائي قراء المدونةعلى تفضلكم و صرف جزء من وقتكم النفيس فيها.
 .. أسأل الله العظيم أن يعينني على نشر ما يفيد و يرضي القارئ الكريم ، و الله ولي التوفيق